“الكتابة هي عالمي، وهي المكان الذي أجد فيه ذاتي”
هدى العلي عبد الله، كاتبة في السابعة والعشرين من عمرها، حاصلة على شهادة دبلوم من معهد طبي ديالى،و تعمل كموظفة. لم تكن دراستها الأكاديمية هي الميدان الوحيد الذي تألقت فيه؛ بل إن شغفها بالكتابة كان السمة البارزة في حياتها منذ صغرها.
تقول هدى في حديثٍ “لشرق العراق”:
“منذ كنت صغيرة، كنت ألعب ألعاب بيت بيوت، وكان لدي خيال واسع. كنت دائمًا أجد نفسي أسرد قصصًا وأبني عوالم خيالية في عقلي. هذا الشغف بالقصص تطور بشكل طبيعي إلى كتابة الروايات عندما كنت في المعهد.”
بدأت هدى بكتابة الروايات خلال فترة دراستها في المعهد، حيث كتبت روايتها الأولى بعنوان “بين صلاة وأغنية”والتي أخذت منها مايقارب العامين ونصف العام لإتمامها.
كتاباتها لفتت انتباه لجنة تقييم مصرية في دار ببلومانيا بمصر بعد مشاركتها بمسابقات أدبية للنصوص والقصص، وكذلك حصلت على تشجيع كبير من برهان الشاوي، صاحب رواية “مشرحة بغداد”، الذي ساهم في تعزيز ثقتها بنفسها.
“كانت تجربة الكتابة في دار بلبومانيا رائعة، فقد فزت بمسابقة للمتابعين وتمت إضافة نصوصي إلى كتب مشتركة. هذا الدعم من لجنة التقييم جعلني أؤمن بأنني موهبة حقيقية.”
توجت جهود هدى بإصدار روايتها الأولى من خلال دار أبجد في عام 2018، وانتهت من كتابتها في 2021. الرواية تعالج قضايا التطرف وتسلط الضوء على التذبذب في الأوضاع الاجتماعية والسياسية من خلال قصة هالة، فتاة عشرينية تعيش في بغداد بينما والدها يعمل كضابط في الموصل.
تتناول الرواية تحديات الحياة خلال فترة احتلال داعش، بما في ذلك الحب المزيف وصراعات الهوية. حيث هدفت الرواية الى أظهار التلاقح الأجتماعي والرومانسي والفلسفي داخل أطار مجتمع لم تشهد أرصفته إلا برك الدماء ولم تُسمع من منازله إلا صراخ الثكالى ..
لكن (هالة) بطلة روايتنا كان ينطلق صوت أم كلثوم وميادة الحناوي وكذلك ألهام المدفعي من مذياع غرفتها مُعلناً ثورته على كُل ما يدور خارج الأسوار الأربعة لمنزلها ..
بالرغم من التحديات التي واجهتها هدى في المجتمع الذي أحيانًا يقيد الفتيات، وفي الوقت الذي كانت بعض الأمهات يمنعنَّ بناتهنَّ من القراءة، فإن دعم عائلتها كان له أثر كبير في مسيرتها الأدبية. “أهلي كانوا داعمين جدًا لي، وهذا منحني القوة للاستمرار في الكتابة.”
طموح هدى لا يتوقف عند هذا الحد، فهي تسعى إلى مواصلة مسيرتها الأدبية من خلال تأليف سلسلة روايات جديدة. الرواية القادمة ستكون عن ديالى وحرب الأمريكان، وتروي قصة ثلاث أخوات انتقلن من بغداد إلى ديالى، مستعرضةً تجاربهن خلال تلك الفترة.
“أهدف إلى تسليط الضوء على قضايا جديدة من خلال رواياتي، وأتمنى أن أساهم في إثراء الأدب العربي بكتابات تعكس تجارب واقعية وتثير التفكير.”
هدى العلي تستمر في رحلة الكتابة، وهي تظل مصممة على تحقيق أحلامها الأدبية ومواصلة تقديم أعمال تضيف قيمة إلى عالم الأدب.