ما بين يوم وليلة انقلبت حياتي رأسًا على عقب

ما بين الحرب، الإصرار، والطموح، استطاعت د. مروة أن تحقق حلمها الذي بدا يومًا مستحيلًا.

لم تكن رحلة الطبيبة مروة صباح طارق، المولودة عام 1987 في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، سهلة. بل كانت مليئة بالتحديات التي كادت أن تُنهي أحلامها، لكنها حولت تلك الصعوبات إلى خطوات نحو النجاح.

البداية: حلم الطفولة

“منذ أن كنت طفلة في السادسة من عمري، كتبت في دفتر أحلامي أن أصبح طبيبة. درست واجتهدت بكل طاقتي لتحقيق هذا الحلم. التحقت بكلية الطب في جامعة بغداد، وكنت أسير بخطى ثابتة نحو هدفي”، تقول مروة.

لكن عام 2007 كان نقطة تحول في حياتها. أثناء عودتها من الجامعة إلى ديالى برفقة والدها، تعرضت لمحاولة اغتيال استهدفته كونه بروفسوراً بارزًا في هندسة المكائن والمعدات. “تعرضنا لإطلاق نار كثيف. أصبتُ بعدة طلقات، إحداها قطعت الحبل الشوكي وتسببت بشلل أطرافي السفلية. في لحظة واحدة، انقلبت حياتي تمامًا، وصرت من ذوي الاحتياجات الخاصة.”

“بلحظة انقلبت حياتي”

تصف مروة تلك الفترة بأنها كانت الأصعب في حياتها، حيث اضطرت لترك دراستها ومواجهة واقع جديد. “كنت أشعر بالعجز واليأس، بكيت وشعرت بالوجع لأيام عديدة لكن عائلتي كانت مصدر دعمي الأكبر. والدتي وأشقائي واختي لم يتركوني للحظة. فقررت ان اتقبل وضعي الجديد وتصالحت مع نفسي وانا بطبيعة الحالة انسانة صبورة.”

بعد ثلاث سنوات من العلاج والتأهيل، قررت العودة للدراسة، لكنها اختارت هذه المرة جامعة ديالى لتكون أقرب إلى عائلتها. “لم يكن الأمر سهلاً، خاصة مع وضعي الصحي. كنت أواجه تحديات يومية، لكنني كنت مصممة على النجاح. عاماً بعد عام، كنت من الأوائل على دفعتي، حتى تخرجت بتسلسل الرابعة.”

تحقيق الحلم

اليوم، د. مروة طبيبة أخصائية في الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، حاصلة على شهادة البورد العربي. تعمل في مستشفى النعمان التعليمي في بغداد، بالأضافة لذلك تعمل في مركز روما للتجميل.

تقول مروة: “لم أكن لأصل إلى هنا لولا دعم عائلتي وإصراري على تحقيق حلم الطفولة. ما مررت به علمني أن الإرادة هي مفتاح كل شيء.”

رسالة أمل لكل الناس

في اليوم العالمي لذوي الإعاقة، تُجسد قصة د. مروة صباح مثالاً حيًا على قوة الإرادة والصمود. “رسالتي لكل من يواجه صعوبات هي ألا يستسلموا أبدًا. الإيمان بالنفس والعمل الجاد يمكن أن يحول المحن إلى فرص للنجاح. أتمنى ان لا نيأس ما دام بينا روح لازم نعيش ونكافح ونستمر لتحقيق احلامنا.”

هذه المادة أنتجت بدعم من برنامج قريب الممول من CFI وAFD

Exit mobile version