متحف ديالى: إرث حضاري ينتظر إعادة احياءه في 2025

يشكّل متحف ديالى أيقونة مميزة في وسط مدينة بعقوبة، إذ افتُتح قبل عام 2003 ليعرض جزءًا من حضارة سلسلة طويلة من المواقع الأثرية المكتشفة في المحافظة، ومنها مملكة أشنونا. لكن بعد أحداث عام 2003، أُغلق المتحف ونُقلت جميع آثاره إلى العاصمة بغداد. ومع التطورات التي أعقبت نيسان 2003، بقي المتحف مغلقًا وتحول إلى مقر لبعض الدوائر والمؤسسات، قبل أن يعود لاحقًا بالكامل إلى دائرة الآثار، مع استمرار التساؤل حول موعد إعادة إحيائه.

في الأشهر الأخيرة، بدأت إدارة محافظة ديالى بتشكيل فريق عمل هندسي وفني بالتنسيق مع دائرة الآثار لوضع خارطة طريق لإعادة إحياء المتحف. الخطة تشمل صيانة القاعات الرئيسية، توفير مستلزمات فنية ومنظومة كاميرات، إضافة إلى أعمال التأهيل الخارجية للجدران والأبنية. ورغم مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء العمل، لا تزال العملية مستمرة تحت إشراف الحكومة المحلية، وسط توقعات تشير إلى أن الموعد النهائي لافتتاح المتحف قد يكون خلال عام 2025.

محمد جاسم، أحد المهتمين بالآثار، أوضح أن ديالى تضم أكثر من 800 موقع أثري تغطي مختلف الحقب التاريخية، من أشنونا إلى العصور الإسلامية. ومع ذلك، فإن أكثر من 90% من هذه المواقع لم تجرِ عليها أعمال التنقيب، خاصة مع وجود عشرات التلال الأثرية التي تحتفظ بأسرار تاريخية وثقافية كبيرة، بينما أدت اضطرابات ما بعد عام 2003 إلى منع مواصلة التنقيب.

وأشار جاسم إلى أن إعادة إحياء متحف ديالى تُعد خطوة مهمة لتثقيف الأجيال الشابة بتاريخ المحافظة العريق، وتسليط الضوء على حضاراتها المتعددة، بما في ذلك مملكة أشنونا. وأضاف أن ديالى تُعد واحدة من المحافظات التي لم تفتتح متحفها مجددًا رغم أن محافظات أخرى قامت بذلك منذ سنوات، ما يثير تساؤلات عديدة حول أسباب التأخير.

من جهته، قال إدريس علي، وهو مدرس تاريخ متقاعد، إن المطالبات بإعادة افتتاح متحف ديالى مستمرة منذ سنوات، لكن القرار تأخر رغم أن عمليات التأهيل والصيانة لا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، حسب رأي المقربين من دائرة الآثار. وأكد أن افتتاح المتحف سيوفر فرصة للطلبة للتعرف على تاريخ ديالى وحضاراتها، مما يسهم في تعزيز ارتباط الأجيال بتاريخ محافظتهم ويدعم جهود الحفاظ على التراث الثقافي.

فيما أكدت جنان مهدي، مديرة المتحف، أن العمل مستمر بوتيرة ثابتة، وأن الافتتاح متوقع بداية عام 2025 إذا حافظت الجهود على تقدمها الحالي.

أنتج هذا التقرير بدعم من Qarib media الممول CFI , AFD

Exit mobile version