من بائع سمك إلى بائع رقي: قصة كفاح ياسين مهدي صالح
ياسين مهدي صالح، الشاب البالغ من العمر 27 عامًا، من مواليد 1997 في منطقة الكاطون بمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى قصته تجسد الشجاعة والصبر في مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة. كان ياسين يعمل بائع سمك، ولكنه اضطر إلى تغيير مهنته إلى بائع رقي مع حلول فصل الصيف، وذلك لعدة أسباب تتعلق بمتطلبات السوق والتحديات الشخصية.
البداية في بيع السمك
يقول ياسين: “نحن بطبيعتنا كل شيء بأول نزلته للسوق نرغبه ويكون عليه إقبال كبير من قبل المتبضعين.” بدأ ياسين عمله كبائع سمك، وكانت المهنة تجلب له دخلًا جيدًا. السمك كان مطلوبًا، وكان الناس يقبلون عليه بشغف. هذا الأمر ساعده في تأمين معيشة عائلته بشكل جيد.
من السمك الى الرقي .. رحلة الأنتقال
مع حلول فصل الصيف، تغيرت الأمور. يوضح ياسين: “مع حلول فصل الصيف قل الإقبال على شراء السمك، مما اضطرني إلى تغيير مهنتي.” الحرارة الشديدة في العراق تجعل الناس يفضلون تناول الفواكه المنعشة مثل الرقي (البطيخ) بدلاً من السمك. هذا التغيير في الطلب أجبر ياسين على التكيف سريعًا مع الوضع الجديد.
“اخذت على عاتقي مسؤولية عائلتي”
ياسين هو المعيل الوحيد لعائلته، وهذا يجعل من الضروري أن يكون لديه مصدر دخل ثابت. يوضح قائلاً: “أنا المعيل الوحيد لعائلتي لذلك لا يمكنني البقاء بدون عمل.” لذلك قرر ياسين أن يبدأ في بيع الرقي رغم التحديات الكثيرة التي تواجهه.
يوم في حياة ياسين
يبدأ يوم ياسين مع بزوغ الفجر. يخرج من منزله متجهًا إلى علوة العظيم عن طريق حمرين لشراء الرقي. الطريق مليء بالمخاطر ومتعب، لكنه لا يستسلم. يواجه ياسين تحديات عديدة مثل عبء مصاريف النقل والكراجية. يقول: “الطريق مليء بالمخاطر ومتعب، ومن جانب آخر عبء مصاريف الحمل والكراجية.”
يتابع ياسين سرد التكاليف المالية التي تثقل كاهله ويواجهها بشكل يومي اثناء عمله.
فيشير إلى أن عمولة النقل تصل إلى 16000 دينار، وعند دخول كراجية بعقوبة يتم خصم 25000 دينار منه. هذا يجعل التحديات المالية أكبر. “وعند دخول كراجية بعقوبة يأخذ مني 25000 دينار وأنا أبيع الكيلو الواحد بـ500 دينار.”
استراتيجية البيع
يبيع ياسين الرقي بالكيلو، حيث يبلغ سعر الكيلو 500 دينار. يحرص على توفير أفضل الأنواع لضمان رضا زبائنه، مما يضمن له بعض الدخل، رغم التحديات التي يواجهها. يوضح ياسين: “أنا أبيع بالكيلو، الكيلو 500 دينار.”
التفاؤل والأمل
رغم كل التحديات، يبقى ياسين متفائلًا ويواصل العمل بجد. يؤمن بأن التغيير والتكيف مع الظروف هو السبيل الوحيد للنجاح. ياسين يمثل نموذجًا للشباب العراقي المكافح، الذي لا يستسلم أمام الصعاب.
ياسين مثالاً للايجابية والكفاح
قصة ياسين مهدي صالح ليست فقط قصة انتقال من مهنة إلى أخرى، بل هي قصة كفاح وتكيف مع الظروف الصعبة. ياسين يعكس بروحه الإيجابية وصبره وإصراره الأمل لمستقبل أفضل. مثل هذا الشاب يستحق الدعم والتقدير من مجتمعه، لأنه يعبر عن جوهر الروح العراقية التي لا تستسلم أمام التحديات.
بالرغم من أن بيع الرقي قد لا يجلب نفس الربح الذي كان يجنيه من بيع السمك، إلا أن ياسين وجد طريقه لتأمين معيشة عائلته في ظل الظروف المتغيرة. هذا يظهر قوة الإرادة والقدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية التي يواجهها الشباب في العراق اليوم.
ياسين، بائع الرقي، يقف اليوم كمثال على الصمود والشجاعة، ويبعث برسالة أمل إلى كل من يواجهون صعوبات الحياة بأن بالإرادة والتصميم يمكن التغلب على أصعب الظروف وتحقيق النجاح.