المرأة

من صحن سفري بالدين إلى مطبخ “سمراية” لنتعرف على قصة الشيف نور

ديالى – مروان الفجر

في قلب بعقوبة، بدأت بفكرة بسيطة وتحولت إلى مشروع ناجح. نور علي، سيدة في الثلاثين من عمرها، تحدت الظروف الأقتصادية والبطالة السائدة في محافظة ديالى، والتي تصل نسبتها لـ 13.5 ٪؜ بحسب دائرة البحرث والدراسات النيابية لسنة 2021.

بدأت رحلتها قبل خمس سنوات بفكرة ساعدتها فيها والدتها. وبتشجيع منها ومن العائلة، قررت نور أن تؤسس مشروعها الخاص الذي أسمته “سمراية”.

البداية كانت متواضعة جداً وصعبة. فلم تكن نور تمتلك حتى ثمن صحن سفري واحد، لكنها تواصلت مع صاحب محل لتشتري منه صحون سفري بالدين، متعهدة بدفع السعر بعد بيع الطعام. بدأت بإعداد الكبة العراقية والمعجنات، وسرعان ما توسعت لتشمل الكيك الجاهز والأطعمة الأخرى. نجاحها دفعها إلى تقديم خدمات الطهي للمناسبات والأعراس.

افتتحت نور صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “سمراية”، وبدأت ببيع الأطعمة على الكورنيش في بعقوبة. هذه الخطوة فتحت لها باباً جديداً، حيث أصبحت معروفة لدى الناس الذين ينتظرون مواعيد تواجدها لتجربة أكلاتها الشهية.

أسعار نور بسيطة وتناسب الجميع، حيث تبدأ من 1000 دينار حتى 5000 دينار، وكل منتجاتها مصنوعة يدوياً وبجودة عالية. “منذ صغري وأنا أحب الطهي، وأشعر بسعادة عندما أرى الناس يستمتعون بما أعده”، تقول نور. “رغم التحديات، لم أتردد في الاستمرار. أشعر بالفخر عندما أرى نجاحي اليوم وأعلم أنني حققت شيئًا يمكنني أن أفتخر به.”

كانت البداية على الكورنيش صعبة، لكنها لم تستسلم.

تحدت الصعوبات واستمرت، حتى أصبحت تلهم نساءً أخريات لبدء مشاريعهن. اليوم، يضم الكورنيش أكثر من 25 امرأة تعمل في مشاريع ريادية متنوعة. التحديات كانت متعددة، حيث كانت نور تسمع تعليقات سلبية تحولت لاحقاً إلى تشجيع ودعم. زوجها كان داعماً كبيراً، يتواجد معها في عملها ويساعدها في التبضع.

يشير زوجها أحمد العزاوي لاعتزازه بها وبمشروعها ومدى تقديره لجهدها بقوله: “نور بدأت هذا المشروع من الصفر، وقد شهدت على جميع الصعوبات التي واجهتها. كانت لديها رؤية واضحة وحلم كبير، وتمكنت بفضل عزيمتها من تحقيق مشروع ناجح. أنا أعمل معها في المشروع، وقد لاحظنا كيف أن الناس من جميع أنحاء المدينة يفضلون الأطعمة التي تعدها. تعليقاتهم الإيجابية تحفزنا على الاستمرار والتطوير.”

أحد زبائن نور، علي حسين من قرية خرنابات، يقول: “منذ أن جربت أكلات نور، لم أتمكن من التوقف عن طلبها. طعامها لذيذ وأسعارها مناسبة جداً. إنها تقدم طعاماً منزلياً بجودة عالية، وهذا ما يجعلني دائماً أعود لطلب المزيد.”

نور تشجع النساء على العمل والتعب بدلاً من استجداء المال ومد يد الحاجة لأحد فهن قادرات لإعالة انفسهن وحتى عوائلهن.

شاهد الصور :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى