13% من حالات العنف الأسري في ديالى ضد رجالها: بين الصدمة والواقع ما الذي يحدث؟
في محافظة ديالى، المعروفة بتقاليدها المحافظة، تُسجل حقيقة مثيرة للجدل: 13% من حالات العنف الأسري تستهدف الرجال. هذا الرقم، الذي قد يبدو مفاجئًا للكثيرين، لكن الأرقام لا تكذب. فوفقًا لمفوضية حقوق الإنسان في ديالى، يتم تسجيل ما بين 100 إلى 120 حالة عنف أسري شهريًا في مراكز الشرطة، ومع ذلك، يُعتقد أن العدد الفعلي للحالات أكبر بكثير بسبب تدخل الأهل والأقارب في حل النزاعات بعيدًا عن السلطات الرسمية.
أسباب ودوافع العنف ضد الرجال
تتنوع دوافع العنف ضد الرجال بين الزوجات والأبناء، وتشمل الضغوط الاقتصادية، والإدمان، والمشاكل العائلية المتفاقمة. صلاح مهدي، مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ديالى، يؤكد أن العنف ضد الأزواج حقيقة ملموسة وموثقة في المحافظة. ويشير إلى أن 13% من حالات العنف الأسري المسجلة هي ضد الأزواج، بعضها من قبل الزوجات والبعض الآخر من قبل الأبناء.
العنف الأسري: ظاهرة أوسع نطاقًا
يشير أسعد عبد الله، المختص في الشؤون الاجتماعية، إلى أن العنف الأسري ضد الرجال ليس محصورًا في ديالى، بل يظهر في محافظات أخرى أيضًا. ويرجع ذلك إلى عوامل متعددة، أبرزها الأزمات الاقتصادية، والضغوط الاجتماعية، والرغبة في الانتقام القانوني بين الأزواج، حيث يلجأ البعض إلى تقديم شكاوى كيدية لتصفية الخلافات.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية
يعكس العنف الأسري في ديالى تأثيرات اقتصادية واجتماعية أعمق. تساهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانتشار الإدمان، وتأثير منصات التواصل الاجتماعي، في زيادة حدة النزاعات الأسرية. وعلى الرغم من أن ديالى تسجل نسبًا أقل من محافظات أخرى، إلا أن الظاهرة تظل مقلقة، وتحتاج إلى معالجة شاملة.
قصص من الواقع
من بين الحالات التي تسلط الضوء على تعقيد هذه الظاهرة، قصة “م.ح.خ”، وهي ربة منزل تعرضت لشكوى من زوجها الذي اتهمها وأولادها بالاعتداء عليه. وفقًا للزوجة، كان زوجها مدمنًا على الكحول وحاول بيع المنزل لسداد ديونه. بعد رفضها، لجأ الزوج إلى تقديم شكوى كيدية. في النهاية، أنصفها القضاء وأثبت كذب ادعاءاته.
الخلاصة
يكشف العنف الأسري ضد الرجال في ديالى عن تحدٍ اجتماعي يتطلب تدخلًا مجتمعيًا وقانونيًا لمعالجة جذور الظاهرة. حماية جميع أفراد الأسرة من العنف، بغض النظر عن جنسهم، يجب أن تكون أولوية لضمان مجتمع أكثر استقرارًا وإنسانية.
أنتج هذا التقرير بدعم من برنامج قريب ميديا الممول من قبل CFI و AFD