ليش الحكيم بديالى؟
زيارة السيد عمار الحكيم إلى ديالى: توثيق العلاقات ومواجهة التحديات
تشكل زيارة زعيم تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، إلى بعقوبة وست مدن أخرى خلال اليومين الماضيين واحدة من الزيارات المهمة التي قام بها خلال السنوات الماضية، خاصةً أنه يمتلك علاقات وثيقة مع نخب عشائرية ودينية ومجتمعية وسياسية من مختلف الأطياف في المحافظة. وتأتي زيارته هذه في إطار تعزيز تلك العلاقات، خاصةً وأنه ينتمي إلى أسرة دينية علمية لها ثقلها على مستوى البلاد، وهو على رأس تحالف سياسي ساهم بعد عام 2003 في رسم ملامح النظام السياسي الجديد في العراق، ابتداءً من تشكيل مجلس الحكم، مرورًا بصياغة الدستور، ووصولًا إلى الانتخابات وبقية الاستحقاقات التي أسست للنظام الحالي.
أبعاد الزيارة ودلالاتها
يشير المحلل السياسي إبراهيم الشمري إلى أن زيارة السيد الحكيم الى ديالى ليست جديدة، فقد سبقها سبع زيارات مشابهة. مبيناً بأنه شخصية سياسية ودينية بارزة على مستوى البلاد، يقود تكتلًا سياسيًا له نواب في مجلس النواب، ومحافظات تُدار من قبل مرشحين عن تحالفه. ويضيف الشمري أن زيارة الحكيم تحمل ثلاثة أبعاد رئيسية:
1. توثيق العلاقات: مع النخب الاجتماعية والسياسية والدينية في ديالى
2. مواجهة التحديات: الوقوف على طبيعة الأوضاع في المحافظة ومعرفة احتياجاتها.
3. التحضير للاستحقاقات المقبلة: تعزيز الحضور السياسي لتحالف الحكيم مع اقتراب الانتخابات في عام 2025.
الاحتفاء بزيارة الحكيم
فرات التميمي، أمين عام تحالف تيار الحكمة الوطني في ديالى، أشار إلى أن السيد الحكيم لاقى استقبالًا كبيرًا في مضائف العشائر والقبائل في بعقوبة والمنصورية والسلام، إضافة إلى زيارته لمدن مثل قره تبه وبلدروز وخانقين. وأوضح أن الزيارة جاءت في إطار الاستماع إلى آراء النخب المحلية ودعم السلم الأهلي في ديالى، مشيرًا إلى أن زيارته تحمل رسائل وطنية في ظل التحديات التي تواجه العراق والمنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
الأبعاد السياسية للزيارة
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية حسن التميمي أن زيارة السيد الحكيم لديالى تأتي ضمن سلسلة زيارات تشمل جميع المحافظات، بما فيها إقليم كردستان، لتعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية والدينية. كما أشار إلى أن الزيارة تأتي بعد التغييرات المهمة في هيكلية المكتب الرئيسي للتحالف في بعقوبة، حيث أُنيطت إدارته للنائب السابق فرات التميمي، ما يشير إلى استعداد التحالف لخوض الانتخابات المقبلة 2025 بعد غيابه عن الفوز في الدورة الماضية سواءً على مستوى البرلمان او مجلس المحافظة في ديالى.
“قره تبه التركمانية” عبارة ترحيبية تثير الجدل في ديالى على هامش زيارة الحكيم
أثارت اللافتة الترحيبية بالسيد الحكيم في ناحية قره تبه، والتي تضمنت عبارة “قره تبه التركمانية”، تساؤلات وجدلاً في الأوساط المحلية. محمد إبراهيم، وهو أحد أبناء القومية التركمانية، أوضح أن اللافتة تعبر عن خصوصية المنطقة التي تسكنها القومية التركمانية بكثافة، وأن هذه الخصوصية لا تتعارض مع العيش المشترك الذي تتميز به المنطقة. وأضاف أن العراق يحتوي على مناطق متنوعة الخصوصيات القومية والمذهبية منهم العرب والكرد والمسيحيين وبقية المكونات ولدينا تصاهر معهم، وهذا التعايش يمثل قوة البلاد وتماسكها. لذلك لا نرى مبرراً لحساسية البعض.
ختامًا، تحمل زيارة السيد عمار الحكيم إلى بعقوبة ومدن ديالى الأخرى رسائل متعددة تعكس دوره السياسي والديني في تعزيز التماسك المجتمعي والتهيئة للاستحقاقات المقبلة، إلى جانب الوقوف على التحديات التي تواجه المحافظة وسكانها.
أنتج هذا التقرير بدعم من مشروع قريب ميديا الممول من CFI و AFD