“كلاشينكوف بيد حواء”: كيف تجاوزت نساء ديالى قيود المجتمع نحو “المهمة المستحيلة”
عصر جديد للنساء في قوى الأمن في ديالى
في ثكنة أمنية تقع على بعد كيلومترات قليلة من بعقوبة، ارتفع صوت إطلاق النار في ميدان رماية مخصص لتدريب منتسبي الشرطة العراقية. المفاجأة كانت في وجود 14 متدربة يتعلمن استخدام بنادق الكلاشينكوف والمسدسات ضمن برنامج تدريبي شامل أعدته وزارة الداخلية.
انضمام النساء إلى الصفوف الأمنية
أوضح العقيد هيثم الشمري، مدير إعلام قيادة شرطة ديالى، أن دمج النساء في القوى الأمنية جاء بعد نقل عقود الرعاية الاجتماعية إلى وزارة الداخلية. تم قبول النساء من مختلف الأعمار وفقًا للإجراءات المعتمدة، وهن الآن يخضعن لتدريبات مكثفة تشمل إتقان البروتوكولات العسكرية، التمارين الميدانية، واستخدام الأسلحة.
وقال الشمري: “كل دورة تدريبية تشمل منتسبات من العنصر النسوي، وذلك ضمن جهودنا لتعزيز مهاراتهن في التعامل مع الأسلحة والمشاركة في برامج تدريبية متخصصة. هذا النهج متكامل ضمن إطار عمل وزارة الداخلية.”
كسر القيود: منظور متدربة
المتدربة سارة علي، في أواخر العشرينيات من عمرها، شاركت رحلتها التحويلية قائلة: “ارتداء الزي الأمني وحمل السلاح كان يبدو أمرًا مستحيلًا، لكنني الآن كسرت هذه القيود وأصبحت جزءًا من المنظومة الأمنية.” وأكدت أنها انضمت بإرادتها الحرة وتم تثبيتها رسميًا ضمن وحدات الشرطة المخصصة للعنصر النسوي.
وأضافت: “لأول مرة أطلقت النار، وفي البداية شعرت بالقلق، لكنه أصبح أمرًا سهلًا مع الوقت. لم أعد أخشى صوت الرصاص، وزادت ثقتي بنفسي بشكل كبير. حتى شخصيتي تغيرت؛ أصبحت أكثر ثقة بالنفس. بعض المتدربات أمهات، لكنهن يظهرن إصرارًا وتحديًا للبقاء والتفوق”.
جذور تاريخية للمرأة في الأمن
أشار الضابط المتقاعد قيس البياتي إلى أن ديالى كانت من أولى المحافظات العراقية التي دمجت النساء في القوى الأمنية. بدأ ذلك مع تشكيل مبادرة “بنات العراق” في أواخر عام 2006، والتي كانت بمثابة نواة لإشراك النساء في مهام أمنية مثل التفتيش، نقاط التفتيش، ودعم المكاتب الأمنية. تعرضت العديد من هؤلاء النساء لمخاطر كبيرة، حيث استشهدت بعضهن أو أصبن خلال عمليات استهداف مباشرة.
مع مرور الوقت، تم دمج النساء تدريجيًا في وحدات أمنية مختلفة وأصبحن يشغلن أدوارًا مهمة برتب بارزة. وقال البياتي: “أثبتت النساء كفاءة استثنائية في القطاع الأمني، وقدمن مساهمات كبيرة على مدار السنوات.” كما أشار إلى تزايد قبول المجتمع لوجود النساء في الأدوار الأمنية، مع الاعتراف بدورهن الفريد في عمليات التفتيش ونقاط التفتيش الرسمية.
تأثير إيجابي على المجتمع
إدماج النساء في القوى الأمنية لم يعزز فقط من فعالية العمليات، بل حظي أيضًا بدعم مجتمعي واسع. هذا التطور الديناميكي يبرز أهمية تمكين النساء لتجاوز الحواجز التقليدية والمساهمة بشكل فعال في حماية مجتمعاتهن.
هذا التقرير أنتج بدعم من Qarib media الممول من AFD & CFI