بيئة ومدينة

النباشون .. احلام مطمورة مع النفايات

احمد نجم واستبرق صباح

 كل ما تتمناه شيماء علوان، “أم علي”، هو ألا تقسو عليها الحياة أكثر مما يحصل لها الآن.

ففي أجواء شديدة البرودة، لا تزيد درجات الحرارة عن الصفر إلا قليلًا، تنهمك في البحث عن علب المشروبات الغازية الفارغة بجوار زوجها في موقع طمر للنفايات جنوب شرق بعقوبة، وهو الأكبر في محافظة ديالى.

والنبش في النفايات هو المهنة الوحيدة لهذه الأسرة والمصدر الوحيد تقريبًا لمعيشة 13 فردًا من عائلتها وعائلة شقيقها المصاب بالسرطان، والتي وقعت على عاتق شيماء وزوجها مسؤولية علاجه والإنفاق على أسرته.

“كل شي ما أتمنى بس نبقى ببيتنا وما يطلّعونا”، تقول شيماء لـ “شرق العراق”، فهي من النازحين نتيجة الصراع مع إقليم كردستان على المناطق المتنازع عليها عام 2003، وسكنت في معسكر سابق للجيش العراقي شرق بعقوبة، معروف بـ “معسكر سعد”. ومنذ 2003، لم يتم تعويضهم أو مساعدتهم في توفير سكن لائق.

ومنذ أشهر، يضغط متنفذون ومستثمرون عليهم لإخلاء منازلهم، حيث رضخت بعض العوائل للضغوط والتضييق، فيما تواصل شيماء وزوجها المقاومة لعدم قدرتهم على شراء أو تأجير منزل آخر.

ويمثل الساكنون بالتجاوز في معسكر سعد أكثر من نصف العاملين في موقع طمر النفايات في بعقوبة، ومعظم النسبة المتبقية من العاملين هناك يأتون من أطراف العاصمة بغداد.

ويعمل النبّاشون في بيئة ملوثة وفي ظروف شديدة القسوة، وأحيانًا لساعات طويلة جدًا تبدأ عند بعضهم من منتصف الليل إلى الظهر، وعند البعض الآخر من السابعة صباحًا إلى ما بعد الظهر.

النفايات مصدرٌ للعيش

وفي حديثها لـ “شرق العراق”، تقول شيماء: “إذا ما نطلع يوم واحد للشغل، يأثر علينا لأن أنطي مصاريف علاج أخويه وأصرف على عائلته”.

لم تكن هذه حياة شيماء قبل النزوح، تقول بحسرة: “قبل 2003، كنا نعيش في إحدى قرى قضاء خانقين، نملك منزلًا وأرضًا نزرعها ونبيع محاصيلها، كانت حياتنا مستقرة… لكن كل شيء تغير”.

بعد النزوح، بدأت رحلة البحث عن مصدر رزق جديد. “في البداية، كنا نجمع مخلفات الهدم من الحديد والأسلاك الكهربائية ونبيعها، ثم عملت بالخياطة لسنوات، لكن تدهور نظري ومشاكل المفاصل، خاصة إصابتي بالسوفان، أجبرني على التوقف. لم يبق أمامي سوى هذا العمل رغم قسوته”، تقول أم علي، البالغة من العمر 48 عامًا، والأم لتسعة أبناء والجدة لطفلين.

وسط هذه المعاناة، جاءتها صدمة أخرى؛ فشقيقها الوحيد، الذي كان يسندها ماليًا بين الحين والآخر من عمله كعامل في محطة وقود، أصيب فجأة بوعكة صحية شديدة، وبعد فحوصات مكثفة، تبيّنت إصابته بسرطان الدم (اللوكيميا) بمرحلة متقدمة.

لتوفير مصاريف العلاج، قررت شيماء العمل ليلًا. بين أكوام القمامة وتحت سماء حالكة السواد، تبدأ عملها في الواحدة بعد منتصف الليل، تحمل مصباحًا صغيرًا وتبحث بين النفايات حتى الظهر، وأحيانًا حتى الثالثة عصرًا. تقول: “في الليل، يقل عدد النبّاشين، ففكرت أنني قد أتمكن من جمع نفايات أكثر”.

وبالكاد تستطيع العائلة أن تحصل على مبلغ 40 ألف دينار يوميًا من بيع النفايات لأحد المتعهدين، الذي ينقلها بدوره إلى كردستان لإعادة تدويرها.

وأحلام شيماء وأمنياتها بسيطة: “شفاء أخي وعودته لعائلته، وأعيش حياة كريمة في مسكن آمن، بعيدًا عن هذه القمامة.” لكن ذلك لا يبدو قريبًا، خاصة مع تهديدات الترحيل التي تلاحقها..

وتحظى شيماء وزوجها بنوع من المعاملة التفضيلية داخل مكب النفايات، نظرًا لوضعهم الإنساني، إذ يُسمح لهم بجمع النفايات بشكل منعزل، بعيدًا عن التدافع والتنافس الحاصل بين النبّاشين، الذين يتسابقون لحجز مكان قريب من مؤخرة كابسات النفايات، وأحيانًا يقفزون على أطرافها حتى قبل أن تتوقف تمامًا، في محاولة لاقتناص “صيد ثمين”، مما يعرضهم لمخاطر عديدة.

أصابع مبتورة

تصل بعض الحالات إلى عوق دائم، حيث تحدّث بعض النبّاشين عن زميل لهم قُطعت ثلاثة من أصابعه بالكابسة، فترك العمل على إثرها.

أما سامي عدنان، فيواصل العمل رغم بتر طرف أحد أصابعه قبل نحو أربع سنوات. “الكابسة رجعت على يدي”، يقول سامي، مشيرًا إلى أن الحادث وقع عندما كان بعمر 18 عامًا، وقد مضى على عمله في موقع الطمر عدة سنوات. ومثل معظم زملائه، لم يراجع مؤسسات صحية بعد الحادث، حيث اكتفى بخياطة الجرح في عيادة تمريضية وتعقيمه في المنزل.

ويحذّر اختصاصي الكسور، الدكتور حسين العبيدي، من خطورة الجروح في بيئة ملوثة جدًّا مثل النفايات: “ممكن الجرح يلتهب، وتصل بعض الحالات إلى تسمم الدم”. أما حالات البتر، مثلما حصل مع سامي، فيقول العبيدي إن الكثير منها قد لا تستوجب البتر، ومن الممكن أن تستجيب للعلاج، ولا يُتخذ قرار البتر إذا كان العضو لا يزال ملتصقًا بالجسم إلا من قبل طبيب مختص.

ووقع لحيدر حادث أشد صعوبة، ترك أثرًا واضحًا في وجهه، حيث سقط الباب الخلفي للكابسة بسبب الحمل الزائد ودُفع للأسفل أثناء جمعه للنفايات. يحاول حيدر إخفاء أثر الجرح باستخدام الشماغ، الذي يلفّه بطريقة تغطي معظم وجهه.

والحوادث المماثلة كثيرة؛ فعلاء، مثلًا، انقلب وهو يقود الستوتة داخل موقع الطمر، وانكسر ذراعه، ولا يزال مربوطًا بواسطة البلاتين. وتحدث إلينا أحد العاملين في المطمر عن حادثة وقعت مؤخرًا، كادت أن تودي بحياة إحدى النساء النبّاشات؛ إذ كانت ترتدي ملابس سوداء بالكامل، وفي أثناء تفريغ السائق لأكياس النفايات، التي كانت جميعها سوداء أيضًا، انحنت تحت الكابسة لالتقاط بعض الأكياس. لم يلاحظها السائق، وكادت تُسحق تحت الآلية الثقيلة، لولا أن أحد النبّاشين شاهدها في اللحظة الأخيرة، وصرخ بأعلى صوته، محذرًا إياها ومنبهًا السائق، فأنقذها من الموت.

وتزداد الأمور سوءًا في حالة الإصابة بالنفايات الطبية، التي قد يكون مصدرها المنازل وأحيانًا العيادات الطبية.

يصف الدكتور حسين العبيدي، اختصاصي الكسور والجراحة، هذا النوع من الإصابات بأنه الأخطر: “الجرح بالنفايات الطبية يستلزم مراجعة الطوارئ، لأن الجرح يحتاج إلى تنظيف عميق واستبدال دوري للضمادات، فالنفايات الطبية واحدة من أسباب الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي.”

أطفال بين النفايات

بمجرد أن سألته عن والدته، انحنى حسن وبدأت دموعه تنهمر رغم محاولته التماسك. لم يكن واضحًا إن كانت الدموع بسبب الألم الذي سبّبه له الجرح في قدمه، أم أن السؤال لامس وجعًا أعمق في داخله.

حسن، طفل في الرابعة عشرة من عمره، يتيم الأبوين، يعيش في منطقة النهروان ببغداد، ولم يعرف في حياته عملًا غير مطمر النفايات الكبير على أطراف بعقوبة.

يقول بصوت خافت: “والداي متوفيان، أعيش مع جدي، وأتيت إلى هنا معه ومع أخي وابن عمي. لم أدرس يومًا، لم أدخل المدرسة، حياتي كلها هنا… أصدقائي ومعيشتي بين هذه الأكوام”.

حينما غلبه البكاء، التف حوله أصدقاؤه في المطمر، يحتضنونه مردّدين كلمات مواساة: “ضلعي، أنت بطل”… “لا تنقهر، احنا هنا”.

في هذه البيئة القاسية، الإصابات أمر معتاد. كانت قدم حسن تنزف، فقد تعرض للإصابة بقطعة زجاج، لكنه لم يعرها اهتمامًا، بل قال بلامبالاة: “عادي، مو أول مرة، كل مرة أنجرح، ألف عليه قطعة قماش وأتركه يشفى.” لا مستشفى، لا طبيب، ولا حتى مطهّر. يضيف: “تعلمنا.. ما يصير علينا شي، عندنا مناعة.”

وعندما سألته عن أمنيته، صمت لحظات، ثم قال ببرود: “ما أتمنى شيء… عيشتي هنا بالزبل وأشتغل هنا”، وكأن فكرة الحلم لم تكن خيارًا متاحًا له يومًا.

ثمن قليل

رغم المخاطر، فإن رزم النفايات التي يجمعونها ويفرزونها تُباع بأسعار متدنية جدًّا، فالكيلوغرام الواحد من الحديد يُباع بـ 250 دينارًا، والكارتون بنحو 125 دينارًا، والبلاستيك بـ 200 دينار، كما يقول قاسم، المتعهد الذي يشتري النفايات من النبّاشين وينقلها إلى كردستان.

ويقول في حديثه لـ “شرق العراق”: “أغلب المواد تروح لخارج العراق يشتغلونها إعادة تدوير، بس الحديد يحوّلوه بكردستان إلى شيش بناء.”

ويعتقد أن العامل الواحد في هذا المجال يمكنه جمع ما بين 30-50 كغم يوميًّا، مما يعني أن معدل الدخل اليومي لا يتجاوز 12,500 دينار تقريبًا.

وتخلو ديالى تمامًا من معامل إعادة تدوير النفايات في القطاعين العام والخاص.

مليون طن من النفايات

يُعتبر موقع طمر نفايات بلدية بعقوبة الأكبر في المحافظة، بمساحة 200 دونم، تُلقى فيه يوميًّا ما يقدَّر بـ 600 طن من نفايات بلدية بعقوبة، يُضاف إليها نفايات من البلديات الأخرى مثل كنعان، بهرز، والعبّارة.

ويعتبر موقع الطمر واحدا من 20 موقعا للطمر في ديالى حسب التقرير الاحصائي للخدمات البلدية لعام 2023 منها 7 مطامر فقط حاصلة على الموافقات البيئية ، يفترض ان يكون موقع طمر بلدية بعقوبة واحدا منها لكن وبحسب زيارة نفذتها دائرة بيئة ديالى نهاية شهر شباط الماضي فأن الموقع غير حاصل على الموافقة البيئية وان النشاط فيه يصنف كمكب للنفايات وليس موقعا للطمر.

ويبلغ مجموع النفايات المرفوعة سنويًّا في ديالى أكثر من مليون طن، النسبة الأكبر منها تُقدَّر بنحو 823 ألف طن، وتُصنَّف كنفايات اعتيادية، فيما تمثل الكميات المتبقية الأنقاض والسكراب.

وهذا يعني أن معدل النفايات المرفوعة يوميًّا في جميع بلديات ديالى يبلغ 2,861 طنًا.

هاي العيشة غير

يُقدَّر عدد النساء العاملات في موقع الطمر بحوالي 7 نساء تقريبًا. أم مرتضى واحدة منهن، تأتي إلى هنا من حسينية المعامل في أطراف بغداد منذ نحو 8 سنوات، برفقة ابنها الأكبر، الذي ترك دراسته بعد أن فشل في تجاوز مرحلة السادس الإعدادي.

تبدأ أم مرتضى، البالغة من العمر 40 عامًا، يومها في مكب النفايات عند الساعة الرابعة فجرًا وتعود عند الواحدة ظهرًا. تقول وهي توزّع نظرها على أكوام النفايات بحثًا عن مكان ملائم للتنقيب: “شنسوي، هاي العيشة غير؟”

وهي أرملة منذ أكثر من عشرين عامًا، وواحدة من أكثر من 30 شخصًا يأتون يوميًّا من أطراف العاصمة بغداد على متن نحو 10 سيارات حمل متوسطة السعة، يملؤونها بالكامل، وأحيانًا فوق سعتها، بالكارتون والورق أو الحديد وعلب البيبسي، لتُباع لمعمل في النهروان متخصص بشرائها وتصديرها.

أعمال شاقة

بين أكوام النفايات، يظهر رجل مسن…

كان “أبو أحمد” يحمل على ظهره كيسًا عملاقًا من النفايات، كما لو كان محكومًا عليه بالأعمال الشاقة.

“صعب، بس هذا الموجود، عمي”، يقول الرجل السبعيني، وهو يضع على جبهته مصباح شحن يشبه ما يستخدمه منقبو الآثار. هذا المصباح دلالة على العمل الليلي، فالقادمون من أطراف بغداد، ومنهم أبو أحمد، يفضّلون العمل منذ منتصف الليل حتى الظهر، صيفًا وشتاءً.

يعيش أبو أحمد في منطقة النهروان، وهو من مواليد عام 1954، ويُعدّ أكبر النبّاشين سنًّا. يأتي يوميًّا برفقة ولديه، اللذين يبلغان نحو 10 سنوات، وكلاهما ترك مدرسته.

وهو مسؤول عن إعالة أسرته، التي يبلغ عدد أفرادها 9، فقد تزوج 4 مرات، توفيت اثنتان منهن، وانفصل عن الأخريين.

يتحدث بألم عن فقدان ابنه الأكبر في عام 2014، خلال سيطرة تنظيم داعش على الموصل واقتحام سجن بادوش، حيث كان أحمد مسجونًا هناك. منذ ذلك الحين، لم يعثر والده على أي أثر له. “صاحبه لكيناه بس عظام بمقبرة جماعية، وابني ماكو”، يقول أبو أحمد لـ “شرق العراق”.

في السابق، عمل أبو أحمد في تربية المواشي، وكان أيضًا مزارعًا وسائقًا لنقل المواشي، لكنه لجأ إلى هذا العمل بسبب تراجع المهن الأخرى كما يقول : “بعد الطائفية، صرت أجي لهنا، أجمع نفايات، أحسن مما نمد إيدينا”.

مكب أم مطمر؟

تصف مديرية البيئة الموقع بأنه مكب للنفايات وليس موقع طمر نظامي، وذلك لعدم توفر المتطلبات والاشتراطات البيئية اللازمة لعملية الطمر، مما يعني أن إدارة النفايات تتم بطرق بدائية تساهم في زيادة الملوثات في الهواء والتربة والمياه الجوفية.

ويقول النائب مضر الكروي إنه قدّم دراسة متكاملة إلى رئيس الوزراء تضمنت إنشاء أول معمل لتدوير النفايات على مستوى محافظة ديالى، وحصلت الموافقة عليه. ويتوقع أن يكون العام الحالي 2025 عام انطلاق المرحلة الأولى للمشروع في ديالى ومحافظات أخرى.

ويشير النائب إلى أن ملف النفايات تحول في العديد من البلدان إلى قطاع اقتصادي يوفر فرص عمل، إضافةً إلى أنه يقلل من تداعيات التلوث البيئي، ناهيك عن أنه يمنع تحول النفايات إلى مواد سامة وملوثة للمياه الجوفية، التي باتت تشكل مصدرًا رئيسيًا للمياه بنسبة 30 إلى 35% على مستوى مناطق ديالى.

الحل بالديدان

لكن قبل ذلك، قدم القطاع الخاص في ديالى تجربة واعدة في استثمار النفايات في إنتاج السماد العضوي فيرمي كمبوست باستخدام نوع من الديدان تتغذى على مخلفات الأنواع المختلفة من الخضار والفواكه، خاصة المتعفنة منها، بالإضافة إلى الورق، الكرتون، المخلفات الحيوانية، وأوراق الأشجار التالفة، وتنتج من مخلفاتها سمادًا عضويًا طبيعيًا.

ويقول المهندس الزراعي قيس جليل صاحب المشروع في تقرير سابق لشرق العراق أن الديدان تُطرح عالميًا كواحد من أهم الحلول المستدامة لمعالجة النفايات، “إذ يمكن تحويل 66% من النفايات عن طريق أمعاء هذه الديدان إلى أسمدة عضوية”.

وبحسب دراسة قدمها للجهات المختصة، يمكن إنتاج مئات الآلاف من الأطنان من أسمدة “فيرمي كمبوست” سنويًا (يباع الطن الواحد منها بمبلغ 750 ألف دينار تقريبًا) عبر استغلال النفايات التي ترفعها المؤسسات البلدية في محافظة ديالى. كما يمكن أن يشجع ذلك على الاستثمار بالنفايات، والتخفيف من نفقات البلدية من خلال منح مستثمرين مهمة جمع وفرز النفايات، وإطعامها للديدان لتحويلها إلى أسمدة.

لا بديل

لا يجد النباشون بديلاً عن عملهم المتعب والخطر هذا، ويحلمون بالخلاص من هذه المهنة. يستفسر بعضهم عن موعد فتح باب التقديم على شبكة الحماية الاجتماعية، ويسأل أحدهم، وهو يحمل شهادة دبلوم حاسبات، عن فرصه في نيل إحدى الدرجات الوظيفية السبعة آلاف المخصصة لمحافظة ديالى كذلك، يتحدث معظمهم بسخرية قاسية عن أحلامهم بالزواج والاستقرار والابتعاد عن مهنة أنهكتهم جسديًا واجتماعياً.


قد تم انتاج هذا التقرير بدعم من مشروع “قريب” برنامج اقليمي تموله الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) وتنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية (CFI)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى